بسم الله الرحمن الرحيم
إن التعلم كيفما كان نوعه أو مكانه يتم لغرض معين ولهدف يسعى المتعلم تحقيقه من خلاله. اللغات أيضًا، تختلف أسباب تعلمها بين ما هو لغرض التعلم الخاص فقط أو لأجل السفر والتحدث مع السكان الأصليين للبلد الحاضن للغة أو من أجل العمل.. بين كل هذه الأسباب، سنتناول من خلال الموضوع اللغة الإنجليزية والتي تصنف لإنجليزية الأعمال الخاصة بمجال الأعمال والعمل، وللإنجليزية العامة التي تُستخدم للتحدث والتحاور خارجه وفي الحياة العامة، محاولين إبراز أهم الاختلافات بين الاثنين، والتي ستمكنك من تحديد ما تحتاج تعلمه وإتقانه.
1- الهدف من التعلم
كما سبق وأن أشرنا في المقدمة، فغرض التعلم يعتبر من أهم المحددات التي يمكن اعتمادها من أجل الاختيار بين الإنجليزيتين، فإن كنت تنوي دخول عالم الأعمال والتجارة والتعرف عن كثب على مصطلحاته التقنية، فلا بد لك أن تتعلم إنجليزية الأعمال دون تردد، حيث أنها ستساعدك في اكتساب عدد هائل من المصطلحات المتعارف عليها على الصعيد العالمي والمستخدمة في جميع الدول والشركات، وبالتالي، ستكتسب لغة موحدة تمكنك من ولوج سوق الأعمال العالمي بسرعة ودون صعوبة.
أما إن كنت تريد تعلم الإنجليزية من أجل السفر أو لغرض قراءة الروايات مثلًا أو الكتابة… فلا بد أن تتعلم الإنجليزية العامة التي تبنى على المواقف الحياتية اليومية وتركز بصورة أساسية على كيفية إلقاء التحية، تقديم طلب، الحديث في المواضيع العامة (رياضة، أفلام…)، متابعة الأفلام والأخبار…
التالي، يمكن الجزم أن إنجليزية الأعمال لها هدف محدد، بينما الإنجليزية العامة تُعنى بكيف، متى، وماذا تقول لتكوين جملة مفيدة كيفما كان الموقف.
2- الكلمات والمعاجم
إن الكلمات التي يتم التركيز عليها خلال تعلم إنجليزية الأعمال هي مصطلحات تقنية محضة مرتبطة بمجال معين (تسويق، إدارة، اقتصاد، موارد بشرية، تجارة، تكنولوجيا…)، يسعى المتعلم من خلالها إلى اكتشاف معناها وتوظيفها في الجمل. أما في الإنجليزية العامة، فستتعلم الكلمات العامة وكل ما يخطر على بالك وقد تحتاجه في المحادثات الاعتيادية دون تركيز على جانبه التقني والمجال الذي ينتمي إليه.
أيضًا، الإنجليزية العامة تستخدم معاجم اللغة التي تتضمن كل الكلمات والمصطلحات، بينما إنجليزية الأعمال فلها معاجم خاصة مصنفة حسب المجال، وستجد داخلها في الغالب شرحًا مفصلًا للكلمات وليس كمعاجم اللغة التي تقدم طبيعة الكلمة، طريقة نطقها ومعنى بسيط لها.
3- الرسمية في اللغة
على عكس الإنجليزية العامة التي تعتبر الطابع الرسمي (أو المهذب) أسلوبًا يفضل استخدامه، فإن إنجليزية الأعمال تفرضه كأسلوبٍ أساسيٍّ، ولا تقبل بالكلمات المتداولة الدارجة أو بعدم إدراج كلمات الاحترام في الجمل والعبارات. لهذا، فإنه ورغم أن إنجليزية الأعمال ليست صارمة في قواعد اللغة فإنها تعتبر إدراج الرسمية في تكوين الجمل من أهم الركائز الواجب احترامها.
4- المهارات الواجب اكتسابها
إن تعلم لغة كيفما كانت يستدعي تعلمها كتابةً، قراءةً، تحدثًا وسمعًا. لكن، تختلف درجة أهمية هذه الركائز الأربعة بين الإنجليزيتين؛ حيث أن وعلى عكس الإنجليزية العامة التي تعطي أهمية متساوية للأمر، فإن إنجليزية الأعمال تهتم تحديدًا بطريقة الحديث وبأساليب الإقناع وتبسيط الأفكار ذات الطابع التقني المعمق، وتهتم أيضًا بالكتابة من منطلق وضوح الأفكار وتسلسلها المنطقي وليس سلامة اللغة وتصريف الأفعال…
وبالتالي، فهذا الاختلاف قد يُعتبر محورًا أساسيًّا للاختيار، حسب رغبة المُتعلم واهتماماته.
5- طرق التعلم
تستخدم الإنجليزية العامة الطرق التقليدية في التعلم، حيث تعتبر المناهج والكتب الخاصة من أهم الموارد التي يرتكز عليها تعلم هذه اللغة. لكن، ولأن إنجليزية الأعمال تُعنى بمجال محدد يتميز بتطوره اللامنتهي، فإنها تستخدم في الغالب الجرائد، البرامج، المقالات، المناظرات الخاصة… كوسيلة من أجل الاكتساب.
وبالتالي، فيمكن القول أن طرق تعليم الإنجليزية العامة تتسم بالبساطة والرتابة، بينما لا بد أن تواكب أساليب تعلم إنجليزية الأعمال التطور الحاصل في مجال التعلم، وبالتالي تفرض الانفتاح على موارد أخرى تقنية كتلك التي ذكرناها سابقًا.
6- دور الأستاذ أو المُعلم
رغم أن تعلم اللغات لا يستدعي وجود أستاذ ما، حيث أن الطرق الحديثة والمتاحة للجميع ساهمت في تسهيل الأمر وعدم حصره في دائرة التلقي التقليدية داخل أسوار المدارس والجامعات. لكن لا بد -وفي حال كنت تنوي تعلم إحدى الإنجليزيتين في مركز لغات أو في مؤسسة تعليمية- أن تعرف الفرق بينهما بناءً على هذه النقطة.
في هذا الصدد، يجب الإشارة إلى أنه وفي الإنجليزية العامة، يتمحور دور الأستاذ في التعريف بالمواضيع، تحفيز التلاميذ، إلقاء المعلومات، تصحيح النطق… بينما وفي إنجليزية الأعمال دوره محصور في التوجيه فقط، حيث أنه يساعد المتعَلِّم على تحديد الأنسب فقط من المصطلحات التي يجب التعرف عليها أو العبارات التي يجب استخدامها أو المواضيع التي يفضل البحث فيها. وبالتالي، فإن دوره في العملية التعليمية لا يتعدى دور المراقب الموجه.
في الختام، يجب الإشارة إلى أن تعلم إنجليزية الأعمال يستدعي أن يكون المُتعلم على معرفة –ولو بسيطة– بقواعد الإنجليزية العامة. لهذا، وبتقييم مستواك واستنادًا للاختلافات التي قدمناها من خلال هذا الموضوع ستتمكن من تحديد حاجتك في تعلم أي لغة إنجليزية من الاثنتين
المصدر: أراجيك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق